*على رسلكم أيها الشركاء في الوطن* *✍️ علي خيرالله شريف* كلمة مختصرة للنائب جبران باسيل وبعض الشركاء المسيحيين في لبنان: با

عاجل

الفئة

shadow
*على رسلكم أيها الشركاء في الوطن*

*✍️ علي خيرالله شريف*

كلمة مختصرة للنائب جبران باسيل وبعض الشركاء المسيحيين في لبنان:
بالرغم من أني لم أكن مع قرار الرئيسين بري وميقاتي(وقد أكون مخطئاً في ذلك)، إن الضجة التي افتعلتموها بسبب موضوع الساعة، لم تبين عن نضوج فكري ولا وطني ولا سياسي، بل أظهرت عنصرية خطيرة وشحن طائفي ومبالغة كبيرة وخفة في التفكير تشبه خفة بعض الصبية الذين ما زالوا يُتَأتِئون في السياسة ويَتَرَنَّحون سذاجةً أمام الكاميرات وعلى الشاشات وتحت قبة البرلمان، فيلوثوا بأدائهم سمعة منتخبيهم وسمعة البرلمان.
من ناحية ثانية، إن خطاب الوزير باسيل بالأمس، مع أنه كان يتضمن كلاماً منطقياً في بعضه ويعبر عن معاناتنا ويحظى بتأييدنا، إلا أنه في بعضه الآخر كان فيه خروج عن اللياقة وتهجم في غير موضعه وقصف في كل الاتجاهات، وتضمن تبجحاً بأمور لم يكن من المفترض برئيس تيار كبير، نحترمه ونحبه، أن ينزل إلى هذا المستوى من الخطاب والمزايدة وادعاء الفضيلة لنفسه وإنكارها على غيره. فعلى سبيل المثال لا الحصر عندما يردد الأستاذ باسيل "نحن الكرامة ونحن الوطنية ونحن...."، وعندما يتهم الآخرين بالتخلف والتأخر، ويدعي لنفسه فقط التقدم والوعي والألمعية وغير ذلك من التفاخر وانعدام التواضع، وكأنه يقول في ذلك أنه الوحيد في البلد عنده كرامة واستقامة وعنده ولاء للوطن، وهذا غير صحيح إطلاقاً. فلو استعاد باسيل أنفاسه قليلاً وفكر في كلامه وفي سلوك غيره، لوجد أنه ارتكب خطأً فادحاً وأن الصورة ليست كما صَوَّرَها.
يا ليت الوزير باسيل، الذي نحترم، لم يأخذه جنون العظمة وهو يرى جمهوراً من الحضور يملأ القاعة بالتصفيق له كلما زاد منسوب الشتم، وهو ينظر إليهم من عُلُوِّ المنبر الذي يقف عليه، حتى ظن نفسه أعلى من كل الآخرين فأخذه بعض الغرور حتى أدخل نفسه بعداء هو بالغنى عنه.
أما الشخصيات الركيكة التي سرعان ما تغرق في شبر ماء، مثل بعض القيادات الدينية وبعض أصحاب السوابق من زعماء الميليشيات الموصوفة، وبعض نواب الغفلة وال"هزي يا نواعم"، فَحَدِّث ولا حرج عن "ولولاتهم" وترهاتهم وثرثراتهم. لقد جعلوا من الحبة قبة كعادتهم، وملأوا فراغ تفكيرهم بموضوع ضئيل القيمة والتأثير. ولن أطيل الكلام عنهم لعدم أهليتهم وعدم جدوائية مناقشة أفكارهم الهزيلة. فقط نقول في هذا المقام أننا إن أردنا بناء وطن حقيقي فيجب علينا أن نختار لتمثيلنا رجال دولة حقيقيين، وليس صبية مغفلين حاقدين، متخرجين من أزقة السذاجة والتقوقع والكراهية، وركاكة التفكير. ولا يمكن بناء وطن حقيقي بالعنصرية وبالاستخفاف بعقائد شركائنا وأديانهم وعاداتهم، والشواهد على ذلك كثيرة ويندى لها الجبين... إذن، على رسلكم وفكروا ملياً قبل أن تتورطوا بغوغائية لا تعود على الجميع إلا بالضرر والخسارة.
ليس هذا عشمنا بالأستاذ جبران باسيل، ولا بالأصدقاء الأعزاء جداً من التيار الوطني الحر بعد، وليبادروا إلى رأب الصدع الذي أحدثه الخطاب المبالغ فيه حول تقديم الساعة وتأخيرها وحول ما يشبه ذلك، مع تقديرنا وتأييدنا لكلامهم وعملهم لمواجهة الفساد. وننتظر منهم أن يحافظوا على ورقة التفاهم التي تمثل أثمن ما يمكن أن يؤسس لبناء حقيقي للدولة والوطن وأن يعملوا مع شركائهم على تعميمها وليس على تهشيمها.

*الثلاثاء ٢٨ آذار ٢٠٢٣*

الناشر

zolfikar Yazbek
zolfikar Yazbek

shadow

أخبار ذات صلة